ريس أنيمبا يحاور يصعب المؤمرية بنتيجة مباراة يوم السبت وأبو تريكة طراز نادر

الطموح و العمل بقوة و بجهد و بأمانة و بأسلوب علمي و عملي يتطابق مع واقع نيجيريا.

نيجيريا كمعظم البلاد الأفريقية تعاني من ضعف كبير في الإقتصاد. و هي في الوقت ذاته تملك مواهب كروية كبيرة. فكان العمل على تحويل أسلوب التدريب و مدارس الكرة إلى الأسلوب الأوروبي. بمعنى الإهتمام بالناشئين من السن الصغير و تثقيفهم كروياً و العمل على تحسين المردود العلمي لهم، حيث يترك معظم اللاعبين الناشئين الدراسة بسبب الكرة بالإضافة إلى ضعف الإمكانيات المادية. كما أننا نعمل على تحسين المنشآت التي نملكها كي نجذب إلينا أنظار العالم و أوروبا خاصة.فنحن في إدارة أنيمبا لدينا أمل كبير بمستقبل مشرق للفريق

هناك فارق كبير بين أفريقيا و أوروبا، و المشكلة الأساسية هي السفر، و بعد البلاد عن بعضها مما يؤثر في طول الرحلات و إرتفاع أسعارها. بالإضافة إلى عدم الإحترافية التي يواجهها معظم فرق أفريقيا عند سفرهم للعب مباريات خارج أرضهم من حيث الإقامة و المنشآت. و هذه المقاييس هي ما يجب تغييره و العمل على تحسينه.

يجب أن يكون هناك حافز لرفع مستوى البطولة. و أن تتم إعادة تنظيمها بشكل قريب لكأس أبطال أوروبا حيث يتبع الإتحاد الأوروبي مقاييس من التنظيم الإداري فيتم بحث كل نقطة قبل تنفيذها، و مراجعة فوائدها على جميع الفرق. كما يتم تغيير أي قانون أو نظام إذا لم يثبت فاعليته. فيجب علينا أن نرتقي إلى هذه الدرجة من الإحترافية. و هو الدور الذي يجب أن يلعبه الكاف بوضع مقاييس عالية لهذه البطولة تجذب المستثمرين لرفع مستواها، خاصة أنها تبرز لاعبين وصلوا إلى العالمية مثل توريه و غيرهم.

لنكن واقعيين. كما قلت لك نيجيريا بلد فقيرة إقتصادياً، و تعاني من ضعف المنشآت و الخدمات العامة. و يشعر كل لاعب أنه يجب عليه السفر للإحتراف الخارجي لتأمين مستقبله و عائلته. كما أن السفر الخارجي يتيح له الحصول على جنسية أوروبية. بالإضافة إلى شهرة لاعبي أفريقيا الآن بداية من جورج ويا، مروراً بأكوتشا و كانو و دروجبا و إتو حالياً فكل ناشيء يحلم أن يكون مثلهم و يصعب علينا أن نقف حائلاً أمام أحلامهم.

أما من جهتنا فنحن رجال أعمال، و جزء من عملنا أن نقوم بتسويق هؤلاء اللاعبين. و كما وضحت لك أن نيجيريا مليئة بالمواهب، و للأسف السوق المحلي ضعيف و الدوري أيضاً ، لذا يجب تسويق أكبر عدد من اللاعبين خارجياً لإتاحة الفرصة للمواهب الجديدة و إلا لن يكون هناك العدد الذي نغذي به أوروبا و شمال أفريقيا . و نحاول قدر الإمكان المحافظة على البدائل لكل لاعب يتم تسويقه حتى لا ينخفض مستوى الفريق. لذا فأنه واقع نحن مضطرون عليه، و من جهة أخرى فهو مصدر تمويل كبير للنادي و لتكاليفه الباهظة.

سبب من الأسباب ما وضحته في السابق عن عملية الإحلال و التجديد في كل فرق غرب و وسط أفريقيا. و العامل الثاني هو تاريخ هذه الفرق كالأهلي و الزمالك و النجم و غيرهم. فهذه الأندية تأسست منذ أكثر من نصف قرن، و بلدانها مستقرة مقارنة بوسط و غرب أفريقيا، فيستطيعوا الحفاظ على لاعبيهم لأطول وقت ممكن. بالإضافة إلى الدعم المادي الجيد، و المنشآت الحديثة كالملاعب الجيدة، و المدربين العالميين. و الإهتمام بقاعدة الناشئين لديهم، و إشراكهم في بطولات هامة.

أنظر الأهلي كمثال، هو الفريق الأبرز أفريقيا، فهو يملك مدرب مشهور عالمياً كما أنه طوال تاريخه يحوي العدد الأكبر من اللاعبين الدوليين داخل منتخب مصر. و لقد أحصينا عدد لاعبي الأهلي في بطولة غانا 2008 السابقة وجدنا أن للأهلي نصيب الأسد من اللاعبين المحليين في المنتخب. كل هذا يعطي دول شمال أفريقيا أسبقية عن غرب و وسط أفريقيا. أما جنوب أفريقيا، فعدم إستقرار الأوضاع الأمنية بالإضافة لإنعدام قواعد الناشئين فيها يصعب من وصول أي منهم للبطولات السابقة.

الأهلي فريق ممتاز، و يكفي أنه فريق القرن في أفريقيا، و حاصل على رقم قياسي من البطولات الأفريقية و المحلية. و أنا شخصياً لدي إحترام كبير للأهلي، و دائماً ما أتابع أي خبر عنه. فهو لمعظم أندية أفريقيا المثال الذي يحتذى به. و هناك العديد من المشجعين لهذا الفريق في نيجيريا، و الشهرة إكتسبها من تواجده المستمر في المربع الذهبي في معظم مشاركاته الأفريقية. بالإضافة إلى سمعة منتخب مصر الطيبة، و التي تجعل من الفرق المصرية و الأهلي خاصة محط الأنظار و الإهتمام عند منافستها.

إنها كرة القدم، 11 لاعب أمام 11 لاعب و لا أحد يستطيع أن يتنبأ بالأحداث و لا أحد يعلم كيف ستسير المباراة

أجاب ضاحكاً ، ألم أقل لك إنها كرة القدم. لقد أعددنا العدة حتى نفوز بفارق كبير و هو لم يحدث. و الأهلي لعب بشكل رائع يستحق عليه الإشادة، فلم تتحقق أهدافنا من هذه المباراة . لكن هذا لا يعني أننا لا نملك فرصة في العودة، فكما لعب الأهلي هنا بتميز نحن نعمل على تقديم نفس المستوى في القاهرة ليلة السبت.

ضاحكاً: أبو تريكة..هذا اللاعب مرعب لأي خط دفاع و المدرب يخشى منه و اللاعبون و الجماهير تعرفه جيداً و له عشاق في نيجيريا. و أنا شخصياً تابعته في كأس أفريقيا و في مباريات عديدة للأهلي أفريقياً، أنه من طراز فريد و نادر.

هذا اللقب هام جداً ، و تحدثنا كثيراً مع مسئولي الكاف عن فصل أفضل لاعب في أفريقيا عامة و أفضل لاعب داخل القارة، نظراً لإستحالة منافسة لاعبي تشيلسي و برشلونة و أشبيلية و غيرهم. و هذا اللقب سيكون له مفعول السحر مع لاعبي أفريقيا، حيث سيلقي الضوء على أدائهم و يعطيهم حافز كبير لتسويق أنفسهم عالمياً، حيث سيكون الإحتفال لتسليم اللقبين كبير و سيجذب العديد من وكلاء اللاعبين و الفرق الأوروبية.و كما شرحت لك، أنظر القائمة ترى ثلاثة أسماء من داخل الأهلي، و هذا يشرح لك أهمية هذا الفريق أفريقياً و جماهيرياً.

و وورجو لاعب رائع، و نحن فخورون به و بإنجازه في أن يكون ضمن أفضل لاعبي أفريقيا و هو في ال19 من عمره. و توقعنا له أن يصل إلى هذه الدرجة من الشهرة، فهو يتمتع بشخصية مميزة بالإضافة إلى مهاراته الكروية الرائعة. أما عن من سيحصل على اللقب، فلقب أفضل لاعب عامة في أفريقيا يصعب التنبؤ و إن تغيرت المقاييس و المعايير نظراً لإصابة دروجبا و إيسيان و تراجع مستوى إتو. أما أفضل لاعب داخل أفريقيا، فأتوقع أن يكون أبو تريكة.

عامة ما يمتليء أي ملعب أفريقي عند مواجهة أي فريق نيجيري و خاصة أنيمبا، فلقد واجهنا نفس الأمر في السودان و الكاميرون و الكونجو. و أعتقد أن قلة خبرة اللاعبين كان سبباً في الخسارة في المباريات الخارجية. و لكنهم إعتادوا على هذا الآن، و مباراة القطن الكاميروني كنا أفضل حتى تم طرد حارس المرمى، و حافظنا على تماسكنا و لكن في الدقائق العشرين من الشوط الثاني تلقينا أكثر من هدف. مستر كورمان و أنا نعمل بقوة على دعم اللاعبين نفسياً و تجهيزهم نفسياً و بدنياً للمباراة و خاصة نفسياً، و لن نستغرب إذا ما رأينا الملعب ممتليء بجماهير الأهلي. فأفريقيا تعلم إمكانية هذا الفريق و عدد جماهيره الكبير. و لكننا جاهزون للقاء.

لقد صرحت لموقع الكاف منذ فترة عن أمنيتك في أن يتقابل الأهلي و أنيمبا على النهائي ، فما رأيك الآن في لقائهم في نصف النهائي ؟

نعم لقد صرحت بهذا، فأنا أعشق المباريات الهامة و الجماهيرية. و أرغب في تقديم دائماً الأفضل في بطولة كأس الأبطال. و من وجهة نظري أن أفضل فريقين على الساحة الأفريقية هما الأهلي و أنيمبا. فالأهلي يملك لاعبين على مستوى متميز، و لديه من الإحترافية في الإدارة ما يجعله دائماً الخصم المرغوب فيه في المباريات النهائية، فلا طعم لأي لقب لا تفوز فيه على الأهلي في النهائي. و أنيمبا الفريق الأكثر تطوراً في أفريقيا في الأعوام الماضية و الألفية الثانية. و هو فريق يمتع الجماهير بعدد كبير من الأهداف، و بأسلوب هجومي و مهارات تجعل منه الخصم الأفضل في النهائي مع الأهلي. و لكن هذه هي كرة القدم، و أتمنى أن نشاهد مباراة ممتعة تعوض علي عدم وصول الفريقين معاً إلى النهائي.

و في النهاية شكرنا رئيس أنيمبا مستر فيليكس أنيانسي و تمنينا له حظ سعيد و لعب نظيف و روح رياضية بين الفريقين في مباراة نصف النهائي