لَيْسَت حَيَاتنا سِوى مَجْموعةِ حِكَايَات حِكَايَةٌ كَـ المِيلاَد
نترقبها بأمل
ونشهد ولادتها بفرح
وندللها كالطفل الوليد
حِكَايَةً كَـ الجَنِينْ
نحملها فى رحم أحلامنا
نستشعر نموها فينا
ونترقب لحظة ولادتها واقعيا
حِكَايَةً كَـ المَوْت
تلفظ أنفاسها بين أيدينا
تنتهى معها كل الأشياء
وتتوقف بعدها كل ملامح الحياة
حِكَايَةً كَـ الجِبَال نحملها على ظهورنا بكل ثقلها ونتعثر فى السير بها وننحنى بها قبل الأوان حِكَايَة كَـ الفَرَحِ
تأتى ملونة بأطياف البهجة
تذيقنا الاحساس بالفرح الجميل
وتسقى عطش أيامنا بقطرة أمل
حِكَايَةً كَـ الصّبَاح
تضيئنا كالشمس
وتأتى كاشراقة جديدة
وبداية جديدة
لكل الأشياء حولنا
حِكَايَةً كَـ المَسَاء
تخيم على قلوبنا بألم
تبدأ بحميمية دافئة
وتنتهى بظلمة قاتمة
حِكَايَةً كَـ الحِلْمْ لا نشبع منها أبدا تبدأ برعشة هدب وتنتهى بغمضة عين حِكَايَةً كَـ الَمطَر
تتساقط علينا كالرحمة
وتغسل جفاف أعماقنا كالغيث
وتزيل من رواسب حزننا الكثير
حِكَاِيًة كَـ المَرَضْ
تتسلل الى أجسادنا
تمنحنا الشحوب
وتنال من صحتنا الكثير
حِكَايَةً كَـ الهَزِيمَةِ
تحفرنا ببصمة الفشل
نعود منها نجر أذيال أحلامنا
بخيبة فى حجم العمر كله
حِكَايَةً كَـ النّصْرْ تزيل كل معالم الانكسار فينا وتشعرنا بنشوة الوقوف بعد مراحل من الخذلان ونرفرف معها عاليا حِكَايَةً كَـ الزِلْزَالْ
تهزنا بقوة الزلزال
تقتلعنا من جذورنا
وتزلزلنا فرحا وعشقا وغيرة وانكسارا
حِكَايَةً كَـ الطّوفَانْ
تتفجر فى مدن احلامنا
فتغرق الأحلام الآمنه فينا
وتغرقنا معها
حِكَايَةً كَـ النّارِ
تشتعل فى أطراف العمر
فتحرق منا ما تحرق
وتشوه فينا ما تشوه
وتخلف لنا الرماد
حِكَايَةً كَـ الخِنْاجَر تستقر فينا على غفلة منا تزعزع احساسنا بالأمان وتدمى بنا ثقتنا بالآخرين حِكَايَةً كَـ الأَقْنِعَةِ
تبدأ وتنتهى
و لا نلمح وجهها الحقيقى
الا عند السقوط
وقد لا نلمحه أبدا
حِكَايَةً كَـ الغّصْة
تستقر فى أفواه أمانينا
ونبتلعها بمرارة المغبون
وتبحر كالسكين السام فينا
حِكَايَةً كَـ اللَعْنَةِ
تبقى ملتصقة بنا
ترفرف كالبومة على أسوار عمرنا
تفشل كل محاولاتنا للتخلص منها
حِكَايَةً كَـ الطُفُولَةِ تحمل عبق الماضى بين طياتها نتذكرها بحنين ونعود اليها كلما شدنا الى النقاء حنين حِكَايَةً كَـ الأَرْضِ
نغرس فيها كل أحلامنا
و أمانينا
ونسقيها آخر قطرة من ماء أعيننا
وقد تخذلنا عند الجنى كثيرا
حِكَايَةً كَـ العَرْضِ
نحفظها كالعمر
ونسترها كالسر
ولا نسمح بالاقتراب منها
ودونها العمر كله
حِكَايَةٍ كَـ الوَطَنْ
نغادرها كالطيور
ونرحل عنها كالأرواح الجريحة
ومهما غادرنا نعود
حِكَاِيًة كَـ العُمْر تكبر معنا وتشيخ معنا وتتوقف معنا وتموت معنا حِكَايَةً كَـ الخَاتِمَة
تنتهى
فتسدل كل الستائر فى داخلنا
وتعلن النهاية حولنا ؛؛؛ وبنا
الأحد سبتمبر 14, 2008 12:59 am
