اعترافات لص تائب:
سرقت صندوق نذور المسجد الذي أصلي فيه وأعلنت توبتي حتي لا أتحول إلي مجرم!
</< TD>
________________________________________
بعد ساعتين من وقوع الحادث:
گشف غموض مقتل موجه بالتعليم بجنوب سيناء
قتل أعرابي.. وسرقة سيارته وموبايله
لم يعلم موجه التربية والتعليم أن هذه الليلة ستكون الأخيرة في حياته.. وسيكون اللقاء الأخير الذي يجمعه بأسرته!
بعد أن تناول معهم طعام الإفطار.. راح يبحث عن لقمة العيش من خلال سيارته التي يستخدمها (تاكسي) لكنه لم يتوقع أنه سيقع في براثن قاتل عتيد لينهي حياته ويحكم علي أسرته بقضاء ما تبقي من أعمارهم في سجن الأحزان!
بصعوبة لملم الأستاذ (صلاح) الموجه بالتربية والتعليم ما تبقي له من أنفاس عقب تناوله طعام الإفطار بين زوجته وأولاده.. نهض من مكانه.. لكن الأرض تكاد تدور من تحت قدميه.. آثار الإرهاق تبدو علي ملامح وجهه بوضوح.. كم تمني أن يلقي بجسده المكدود علي سرير غرفته ويستغرق في نوم عميق.. لكن ما باليد حيلة.. العين بصيرة واليد قصيرة.. المرتب الذي يتقاضاه كل شهر لا يكفي متطلبات أسرته خاصة ونحن علي أبواب العام الدراسي الذي بدأ بالفعل.. والرجل مطلوب منه مبالغ كبيرة لأولاده الثلاثة بمراحل التعليم المختلفة وبعدها عيد الفطر.
اقتربت منه زوجته هامسة:
- ما بلاش تخرج وارتاح النهاردة.. أنا شايفاك تعبان أوي.
> معلهش.. علشان ندبر مصاريف الأولاد والعيد.. وربنا يقويني.
غادر الأستاذ صلاح شقته بمنطقة أبوزنيمة التابعة لمركز أبورديس بجنوب سيناء وجسده يترنح من التعب.. ويده تفرك عينيه التي يتربص بها النعاس.. أدار محرك سيارته الملاكي التي يستخدمها كتاكسي- لزوم أكل العيش- انطلق بها.. لا يشغل تفكيره طوال الطريق سوي مصير الأولاد واحتياجاتهم.. فهو رجل يعشق بيته وأسرته.. يحترم المسئولية الملقاة علي عاتقه.. أب بمعني الكلمة.
عشماوي!
فجأة.. تنشق الأرض عن شاب يرتدي ملابس أعراب.. يشير للأستاذ صلاح.. يتوقف الثاني وفي قلبه فرح بالزبون الذي أطل برأسه داخل نافذة السيارة وقال له:
- ممكن توصلني لجنوب المنطقة؟
> ممكن.. بس ده مشوار هيكلفك ٠٦ جنيها.
- ماشي.
انطلقت السيارة بهما.. أخيرا وصلت إلي المكان.. بادره الشاب الأعرابي:
- دقيقة واحدة أجيب لك الفلوس.
دقائق ثم عاد ليخبر الأستاذ صلاح أنه لم يجد الرجل الذي حضر لزيارته.
> وإيه الحل دلوقت؟
- وصلني لحد اخويا في أبورديس وانا آخد منه ال٠٦ جنيها.
أخفي الأستاذ صلاح غيظه ومخاوفه من الراكب الغامض في تصرفاته.. تحرك بالسيارة.. ألقي نظرة علي تليفونه المحمول الذي يضعه بجواره فلم يجده.. أوقف السيارة.. بحث عنه داخل السيارة دون جدوي! اتجهت شكوكه نحو الراكب.. سأله عن الموبايل.. رد الراكب بالنفي.. أعاد الأستاذ صلاح اتهامه للراكب مؤكدا أنه لص.. لكن هذه المرة لم يجب الشاب الأعرابي بأي كلام.. أخرج من بين طيات ملابسه سكينا كبيرا وراح يوجه عدة طعنات نافذة في جسد الرجل الذي لم يفعل أمام هذه المفاجأة سوي أن استسلم لعشماوي في دهشة هزمت متاعبه وردد الشهادة بصوت متقطع.. ثم أسلم روحه والدماء تتدفق من جسده داخل السيارة!
قتيل!
تأكد القاتل أن خطته نجحت.. تخلص من جثة المجني عليه بالقائها علي جانب الطريق.. ثم سرق الموبايل والسيارة وانطلق بها مسرعا.. لكن عدالة السماء لم تجعله يفرح كثيرا بما ربح من غنيمة.. فانقلبت به السيارة في منطقة جبلية.. خرج منها وتركها وهرب!
عثر المارة علي جثة القتيل.. أبلغوا اللواء هارون محمد حسن مساعد وزير الداخلية لأمن جنوب سيناء بإخطار اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية.. كلف مدير الأمن بسرعة كشف غموض الحادث وضبط الجناة.
تم تكليف العميد مدير المباحث بسرعة الانتقال لمعاينة الجثة وتشكيل فريق بحث.. كشفت التحريات المبدئية أن صاحب الجثة (٨٥ سنة) موجه بالتربية والتعليم.. يتمتع بسمعة طيبة ولا تربطه عداوة بأحد.. وكانت آخر مشاهدة له مع أسرته بعد تناوله طعام الإفطار معهم.. ثم خرج ليعمل علي سيارته الملاكي التي يستخدمها (تاكسي) لتحسين حالته المعيشية ومواجهة الغلاء.
أضافت التحريات أن نفس السيارة التي عثر عليها مقلوبة علي جانبها بالقرب من مكان العثور علي جثة المجني عليه شوهد شاب أعرابي (٧٢ سنة) يقودها بسرعة جنونية قبل اكتشاف جثة القتيل بدقائق.
بالاستعانة بالمصادر السرية وقصٌاص الأثر أمكن تحديد شخصية الجاني الذي ينتمي إلي قبيلة الدياهة بأبوزنيمة.
توجهت مأمورية من ضباط مباحث أبورديس وتمكنت من القاء القبض عليه وبحوزته الموبايل الخاص بالمجني عليه والسكين المستخدم في الحادث بعد ساعتين من وقوع الجريمة.
***
أمام اللواء هارون محمد حسن مدير الأمن اعترف المتهم بجريمته.. فأمر بإحالته إلي نيابة جنوب سيناء التي باشرت معه التحقيق وأمرت بحبسه علي ذمة التحقيقات.. وصرحت بدفن جثة المجني عليه بعد تشريحها بمعرفة الطبيب الشرعي.